تاريخ النشر2012 2 April ساعة 20:14
رقم : 89019

٢٠٠.٠٠٠ صاروخ موجّهة إلى "إسرائيل"

تنا - بيروت
المستجد البارز على هذا الصعيد كان ما كشف عنه رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، افيف كوخافي، خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هرتسيليا
٢٠٠.٠٠٠ صاروخ موجّهة إلى "إسرائيل"
صدرت في الأسابيع القليلة الماضية جملة من التصريحات والمواقف الإسرائيلية، وأيضاً تقارير إخبارية وتحليلية، تضمنت إشارات تعيد التأكيد على المقاربة العلنية المعتمدة من قبل تل أبيب حيال الترسانة الصاروخية للمقاومة. شمل الحديث الإسرائيلي حجم الترسانة وأمدائها ودقتها، كذلك شمل تقديرات بشأن قرار استخدامها وتفعيلها، وأيضاً ما يمكن إسرائيل أن تقوم به لمواجهة هذه الترسانة.

ترسانة صواريخ حزب الله الموجهة إلى إسرائيل تقدّر، بحسب أكثر التصريحات والمواقف الإسرائيلية المعلنة، ما بين أربعين ألفاً وخمسين ألف صاروخ، مع إشارات محدودة، تصدر بين الحين والآخر، لتزيد العدد بضع عشرات من الآلاف، كما في تصريحٍ للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز عام ٢٠٠٩، أكد فيه اعتقاد تل أبيب بامتلاك حزب الله ثمانين ألف صاروخ، وهو تصريح منعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية تداوله في الإعلام العبري (ورد كلام بيريز في مقابلة مع صحيفة الرأي الكويتية في ٢٣/٠٩/٢٠٠٩). 

يبقى أن الرواية الأكثر تداولاً في
العلن تفيد بأن صواريخ المقاومة لا تتعدى خمسين ألفاً. ثبت هذا العدد منذ سنين، وتحديداً منذ أيار ٢٠٠٨، التاريخ الذي توقف فيه العدّاد الإسرائيلي عن تحديث أرقامه، بعد أن أكد وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك، في مقابلة مع يديعوت أحرونوت في حينه، أن في حوزة حزب الله نحو أربعين ألف صاروخ.

المستجد البارز على هذا الصعيد كان ما كشف عنه رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، افيف كوخافي، خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هرتسيليا الأخير في الثاني من شباط الماضي. قال الجنرال الإسرائيلي إن هناك بحسب التقديرات الإسرائيلية ٢٠٠.٠٠٠ صاروخ موجهة ضد إسرائيل وموزعة ما بين إيران وسوريا ولبنان وقطاع غزة. 

كوخافي لم يفصّل في الأعداد التي تمتلكها كل جهة، لكن عملية حسابية بسيطة من شأنها أن تضيء على ما أخفاه قائد الاستخبارات الإسرائيلية: تتحدث تل أبيب عن وجود عشرة آلاف صاروخ في في القطاع، وعن مئات الصواريخ البعيدة المدى في إيران (أي القادرة على الوصول إلى إسرائيل) إضافة إلى آلاف الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى في سوريا (أيضاً من النوع القادر على استهداف العمق الإسرائيلي). 

وفقاً لهذه المعطيات، يمكن الاستنتاج أن العدد الأقصى للصواريخ الفاعلة الموجودة
في كل من غزة وسوريا وإيران لا يتعدى عتبة الثلاثين إلى أربعين ألفاً (لنقل خمسين ألفاً مع قدر من الإكثار التحوطي) ما يبقينا مع نحو ١٥٠ ألف صاروخ لا يجد المرء لها حيّزاً جِهَوياً إلا المقاومة في لبنان بوصفها الضلع الأخير في الجبهات التي أحصاها كوخافي.

بالطبع تُعدّ هذه الترسانة، في حدّها الأدنى أو الأقصى، ودائماً بالاستناد إلى الحسبة الإسرائيلية، إنجازاً كبيراً للمقاومة، رغم الجهود الإسرائيلية المتواصلة للحؤول دونها، بلا نتيجة. مع ذلك، لا يقتصر هذا الإنجاز على جمع الصواريخ وتخزينها مع جهوزية لاستخدامها في حال قررت إسرائيل خوض حرب جديدة ضد لبنان، إذ يمكن القول إن إسرائيل تجاوزت قسراً مسألة عدد الصواريخ وأحجامها. أصبحت خشيتها تتركز حالياً على مزايا هذه الصواريخ لجهة دقة الإصابة التي تتمتع بها، الأمر الذي يمثّل تحدياً غير مسبوق للجيش الإسرائيلي في أي مواجهة عسكرية مقبلة.

المشكلة التي تعترض إسرائيل إذاً باتت تكمن في المراكمة على نوعية الصواريخ (في موازاة المراكمة الكمية). وبحسب الجنرال افيف كوخافي، فإن صواريخ حزب الله باتت تمتاز بستّ خصائص مقارنة مع حرب عام ٢٠٠٦: أمداء أطول؛ رؤوس حربية أكبر؛ كميات أكبر؛ دقة أعظم؛ قدرة على الإطلاق من عمق
أراضي العدو؛ وفي كثير من الحالات، مدفونة تحت الأرض في مخابئ ومنصات إطلاق شديدة التحصين.

الجمع ما بين الخصائص الست يعني أن العدد الكبير من الصواريخ، مقروناً بفعاليتها الأكثر تدميراً وقدرتها على الإصابة الدقيقة لأهداف منتخبة، سيتيح للمقاومة ليس فقط إطالة أمد الحرب، بل تكثيف مفاعيلها الميدانية في العمق الإسرائيلي، الأمر الذي من شأنه أن يدفع تل أبيب قسراً إلى الدخول البري لمعالجة أماكن هذه الصواريخ ومنع إطلاقها، مع العلم بأن أحد الأسباب المانعة للحرب هو نفس الدخول البري والاشتباك المباشر مع المقاومة.

بات بإمكان المقاومة استهداف البنى التحتية والمنشآت الحيوية لإسرائيل في أي مواجهة مقبلة، رداً على أي استهداف للبنى التحتية للبنان، الأمر الذي يفرغ التهديدات الإسرائيلية من مضمونها التهديدي المباشر، ويجمدها على مفاعليها الردعية المتبادلة، وهو النتيجة المتوخاة، دفاعياً، من قبل المقاومة.

هذه التغييرات، ضمن تغييرات أخرى باتت في أيدي المقاومة، تحضر بقوة لدى صانع القرار في تل أبيب حيال أي مغامرة قد يفكر في الإقدام عليها ضد لبنان أو فيه أو عليه، وأيضاً، ما يرتبط به. 

المصدر: صحيفة "الأخبار" - يحيى دبوق
https://taghribnews.com/vdci3uav.t1a3z2csct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز

موسى
العدو يبالغ في عدد الصواريخ ليبرر تهديداته ضد لبنان وغزة وايران . وانتم بنشركم لهذه الاخبار الغير مؤكدة والغير معقولة تؤيدون وبشكل غير مستقيم تبرير العدو الصهيوني لقيامه بهجوم عسكري على كل من قطاع غزة ولبنان او ايران .
feedback
Iran, Islamic Republic of
طوني المسيحي
عزيزي الكريم ان ما تداولت به الصحف اللبنانية
حول عدد الصواريخ كان اكثر بكثير وما تداول به حزب الله بما لا يقدر وان العدد المذكور هو قليل وهذا ما يعرفه القاسي والداني ام مبرر للحرب على المنطقة انني متأكد ان لا اسرائيل ولا امريكا لديها القدة على التفكير قبل العد الى المليون .
feedback