تاريخ النشر2020 5 November ساعة 16:05
رقم : 481130
اسبوع الوحدة الاسلامية

الولادة المباركة وتعزيز الوحدة الاسلامية

تنا
النبي الاكرم (ص) يعد رمزًا للوحدة والتكاتف والتعايش بين عموم المسلمين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، بل واكثر من ذلك يعد قائدا ومرشدا وهاديا للانسانية جمعاء (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)، لذلك لم يكن غريبًا أن تنطلق دعوات وتطرح مبادرات خيرة لاستثمار تلك المناسبة لاظهار الوجه الحضاري والجوهر العميق للاسلام.
الولادة المباركة وتعزيز الوحدة الاسلامية
بغداد - عادل الجبوري

   تمثل ولادة الرسول الاكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآاله وسلم حدثا تاريخيًا مهمًا في مسيرة البشرية، ارتباطًا بالمهمة الالهية العظيمة التي أنيطت بالرسول(ص) المنقذ.
   فالولادة المباركة لمنقذ البشرية لم تكن حالة طبيعية اعتيادية شأنها شأن أية ولادة أخرى بقدر ما هي جزء من مشروع رباني إلهي، أو خطوة اولى في مسيرة ذلك المشروع المراد له أن يتواصل مع تواصل الحقبات والأجيال، ليكتمل ويتكامل بواسطة حفيده الغائب الامام المهدي المنتظر(عجل الله فرجه الشريف).

   وقبل هبوط الوحي الإلهي عليه، كان محمد بن عبد الله بن عبد المطلب نموذجا للانسان الصادق والأمين والساعي الى الخير والصلاح، حتى انه كان يوصف بـ (الصادق الامين)، علمًا أن البيئة الاجتماعية التي ولد ونشأ وترعرع فيها اتسمت بوجود مظاهر وظواهر سلبية وسيئة غير قليلة.
   وقد كان على الرسول الأعظم أن يبدأ بمشروعه التغييري الاصلاحي من الدائرة الأضيق الى الدائرة الأوسع وفقًا لقوله تعالى {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِين}، أي إنه كان لزامًا عليه أن يتصدى لكل المظاهر والظواهر السلبية والخاطئة في المجتمع الجاهلي بشبه الجزيرة العربية.
      وكما قال النبي الكريم (ص): "انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق"، أي إن الدور الذي كان مفترضًا ومقررًا أن يضطلع به الرسول محمد (ص) على ضوء المشيئة والتخطيط الالهي لم يكن محصورًا في مساحات مكانية معينة أو ضمن عناوين وأطر بعينها دون غيرها، وانما كان بمثابة ثورة شاملة وانقلاب جذري على القيم والعادات والتقاليد والأفكار والمفاهيم والنزعات الخاطئة، لتحل محلها منظومة قيم وعادات وتقاليد وأفكار ومفاهيم وعلاقات متكاملة في اطار رسالة إلهية محورها الرسول محمد (ص) والقرآن الكريم وأبرز سماتها الاستمرارية والثبات والتجدد والتواصل دون انقطاع.

  ان النبي الاكرم (ص) يعد رمزًا للوحدة والتكاتف والتعايش بين عموم المسلمين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، بل واكثر من ذلك يعد قائدا ومرشدا وهاديا للانسانية جمعاء (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)، لذلك لم يكن غريبًا أن تنطلق دعوات وتطرح مبادرات خيرة لاستثمار تلك المناسبة لاظهار الوجه الحضاري والجوهر العميق للاسلام، وللتأكيد على خاتم الأنبياء كان وما زال وسيبقى خير هاد ومرشد ودليل لكل المسلمين وللبشرية قاطبة، فالوحدة الاسلامية، كمفهوم نظري، راح - وخصوصًا بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران - يترجم الى مصاديق عملية على أرض الواقع من خلال الكثير من المبادرات والمشاريع والخطوات الايجابية البناءة التي امتدت الى مساحات غير قليلة من العالم الاسلامي، ولعل من أبرزها اسبوع الوحدة الاسلامية،
أو اسبوع المودة والمحبة،
أو ما الى ذلك من مسميات تلتقي في الجوهر والمضمون، باعتبارها تجمع المسلمين من مختلف الطوائف الاسلامية في كل عام في اطار ذكرى ولادة الرسول الاكرم وحفيده الامام جعفر الصادق عليه السلام.

  ان التقاء كل المسلمين عند مناسبة عظيمة جدًا، تتمثل بذكرى ولادة الرسول الاكرم(ص)، ينطوي على دلالات ومعان كبيرة وعميقة ومهمة للغاية، ترجمتها المواقف المبدئية الشجاعة لعموم أبناء الدين الاسلامي، حيال الاساءات والتجاوزات التي صدرت من بعض الاوساط والمحافل السياسية والاعلامية الغربية مؤخرا، تلك المواقف أثبتت بما لايقبل اللبس والغموض أن الثوابت الدينية والعقائدية هي بمثابة خط أحمر لا يمكن لأي كان التعدي عليها والاساءة لها. وسواء كان أمر التجاوز والاساءة قد جاء مصادفة مع ذكرى الولادة العطرة أم مخططا له، فإنه أوضح كل معالم وملامح والوان الصورة ومن مختلف أبعادها وزواياها وجوانبها.
/110
 
https://taghribnews.com/vdcgwq9tzak97q4.,rra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز