تاريخ النشر2019 29 May ساعة 12:32
رقم : 422372

يوم القدس العالمي..صحوة في زمن الغفلة

خاص-تنا
كتب المدير التنفيذي لقناة المسار الأولى العراقية، محمد الخزاعي، مقالاً خص به وكالة التقريب وسلط فيه شيئاً من الضوء على الجانب الدولي ليوم القدس العالمي، ودوره في إحياء القضية الفلسطينية.
يوم القدس العالمي..صحوة في زمن الغفلة
وكتب: كانت دعوة فأصبحت ميثاق تحرير وموعدا يختلط فيه خلوف الصائمين مع حرارة المسير والهتاف في جميع أرجاء المعمورة نحو قبلة الجهاد والمقاومة فلسطين، تلك هي شرارة الدفاع المقدس التي أوقدها آية الله العظمى الإمام الخميني (قدس) يوم السابع من آب 1979 في مقولته "أدعو جميع مسلمي العالم إلى اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، التي هي من أيام القدر ويمكن أن تكون حاسمة أيضا، في تعيين مصير الشعب الفلسطيني، يوما للقدس، وأن يعلنوا من خلال مراسيم الإتحاد العالمي للمسلمين، دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم".

مقولة وضعها المنادون المضحون عن فلسطين خطوطا عملية وممارسات أقرب أن تكون عبادية ولست مغاليا في ذلك، إذ إن توجيه القلوب الحرة نحو القدس الشريف يعد ترجمانا لركن عظيم في الإسلام وهو الجهاد في سبيل الأرض والمقدسات، بل هي ثورة المستضعفين في مواجهة الاستكبار العالمي وهنا لابد من التذكير بالكلمات الخالدات التي غرسها الإمام الخميني (قدس) قائلا: "يوم القدس يوم عالمي، ليس فقط يوما خاصا بالقدس، إنه يوم مواجهة المستضعفين مع المستكبرين. إنه يوم مواجهة الشعوب التي عانت من ظلم أميركا وغيرها، للقوى الكبرى، وإنه اليوم الذي سيكون مميزا بين المنافقين والملتزمين، فالملتزمون يعتبرون هذا اليوم، يوما للقدس، ويعملون ما ينبغي عليهم، أما المنافقون، هؤلاء الذين يقيمون العلاقات مع القوى الكبرى خلف الكواليس، والذين هم أصدقاء (لإسرائيل)، فإنهم في هذا اليوم غير آبهين، أو أنهم يمنعون الشعوب من إقامة التظاهرات".

لقد بيّن سماحته موقع الجهاد من أجل القدس في تحديد معالم المعركة وهو ما تتكشف معانيها في يوم القدس، يوم إحياء الإسلام بوحدة أبنائه بعيدا عن اللون والعرق والطائفة والقومية، وهذا لايمكن أن يتحقق إلا من خلال آليات عملية تطبق على أرض الواقع في بلادنا المسلمة التي تعاني تفككا وإنقساما واضحا فكان لابد من (الصحوة والوحدة الإسلامية) التي نادى بها مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني(قدس)، فعندما يصرخ مليار مسلم يملؤن شوارع المدن بهتافاتهم ولافتاتهم، فإن إسرائيل ستشعر بالعجز حتما، وتخاف من مجرد ذلك النداء الذي جدده السيد الخامنئي (دام ظله) عام 2000 قائلا: "إن واجب الدول الإسلامية تقديم المعونات لهذا الشعب، إنه عاجلا أو آجلا ستعود فلسطين إلى الفلسطينيين".

بذلك خاطب أهل الغفلة والضلالة المختبئين خلف عباءات العربان في المنطقة قائلا: "حين يتعرض الإسلام أو الأماكن المقدسة للتهديد بالإعتداء، فلا يمكن لأي فرد مسلم أن يقف موقف المتفرج إزاء ذلك" لذا فإن الذكرى السنوية ليوم القدس العالمي تمر علينا في هذا العام وقد نشهد فيه أن التاجر العجوز ترامب يعلن رسميا صفقة القرن سيئة الصيت بعد أن أدى أغلب حكام المنطقة فروض الطاعة والتطبيع له ولاسرائيل ودفعوا فواتير قتلهم المسلمين.

اليوم على العالم أجمع أن يستلهم من سطور التاريخ العبر في أن حقوق الشعوب هي المنتصرة دوما، وأن غربان الشرّ التي تنعق مع محور الاستكبار ستطيح عروشهم قبل تنفيذهم مخططاتهم الخبيثة، ولاننسى أن الجمهورية الإسلامية تدفع إلى الآن فواتير دعمها للقضية الفلسطينية من خلال حصار التجويع والترهيب الذي يسعى إليه ترامب ومن خلفه نتانياهو والعربان.

خيارات الأرض والعقيدة كان ومازال حليفها النصر وسيببقى، ونحن في العراق حيث تشهد شوارعه ومنابره الدينية والإعلامية والأكاديمية كرنفالات ومحافل ضخمة في يوم القدس العالمي تضع من خلالها بصمة وجودها الشرعي كحامٍ ومدافع لهذا الواجب المقدس على الرغم من آلة التسقيط والتهديد التي تستهدف المشاركين من خلال براثنهم على منصات التواصل الإجتماعي وشاشاتهم المأجورة التي وضعت في أولوياتها الدفاع عن عروش الظالمين وتجار الحروب وتغافلت عن القضية الأم للأمة الإسلامية وهي فلسطين، فتحية ألف تحية للحناجر الصادحة والمنادية بحق الشعوب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
 
محمد قاسم الخزاعي
Mohammed.kza@gmail.com
https://taghribnews.com/vdcja8ex8uqe8tz.3ffu.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز