تاريخ النشر2016 7 September ساعة 12:07
رقم : 244196

السعودية حينما تسقط من عين "إسرائيل"]

لم تعد الأمور كما السابق، في البداية كانت تل أبيب متفائلة جدا إلى درجة استرخت فيها أعصابها وتركت مهمة استنزاف دمشق للميليشيات المسلحة سواء لبست ثوب جبهة النصرة أم الجيش الحر وغيرها، الآن كل شيء يتبدل بما يثير قلق "الإسرائيلي" إلى حد يقض المضاجع .
السعودية حينما تسقط من عين "إسرائيل"]
 إيفين دوبا
لم تتفتت سورية إلى كانتونات متناحرة لترتاح "إسرائيل"، ولم تتبدل دمشق رغم النيران المفتوحة عليها منذ سنوات وما زالت ترد كيد تل أبيب في نحر الأخيرة التي بدأت تتململ من السلوك الأميركي "الفاشل" في مهمة تحويل سورية إلى "إقطاعات"، تمكنها من إعادة الحلم بوصل سيطرة تل أبيب على الأرض ما بين الفرات إلى النيل.

فيما بين السطور، فإن خصوم الكيان العبري أصبحوا أكثر حضورا إلى خطوط المواجهة الأولى، نعم، ما يعني أن السحر انقلب على "الصهيوني" بشكل لم تعد "إسرائيل" تحتمل ابتلاعه والسكوت عليه، صحيح أن تل أبيب وعبر قنوات معينة تستطيع أن تعبر عن امتعاضها من واشنطن عند أي فشل، إلا أن جام الغضب سيصب على السعودية التي بدأت أوساط صهيونية تتحدث بصوت عالي النبرة عن فشله وهزله في مقابل ما يحدث في سورية، بالمقارنة مع ما كان مخطط له.

لم تعد الأمور كما السابق، في البداية كانت تل أبيب متفائلة جدا إلى درجة استرخت فيها أعصابها وتركت مهمة استنزاف دمشق للميليشيات المسلحة سواء لبست ثوب جبهة النصرة أم الجيش الحر وغيرها، الآن كل شيء يتبدل بما يثير قلق "الإسرائيلي" إلى حد يقض المضاجع، فأنقرة التي كانت تعول عليها تل أبيب كثيرا وتستطيع الإفصاح عن هذا الرهان، أصبحت أكثر حاجة للتفاوض مع الرئيس الأسد بعد فترة طويلة من التشدد السياسي على هذا الصعيد، كما أن المحاولات الأميركية لرعاية أي اقتطاع أميركي لخاصرة سورية معينة كما جرى قبل فترة شمال البلاد، لا تفلح، محيط العاصمة السورية يميل إلى الاستقرار أكثر فأكثر، وسط هذه المتغيرات تعلي تل أبيب وتيرة صياحها وشكواها من واشنطن وحلفاءها.

المسألة في تل أبيب أنها لم تعد قادرة على تحمل ضغط المواجهة وحدها، ولو كان من ورائها في سياق الدعم الكامل، العالم كله، لأن جبهتها الداخلية التي تراهن عليها لتحريك جيش الاحتلال قد تخلو في أي حرب مقبلة ومتوقعة الاندلاع في أية لحظة، وأيضا، فإن خصومها، دمشق وحلفاءها أكثر تماسكا واستعدادا وخبرة وتصلبا لمواجهتها، لذلك كانت خطة الحرب على سورية التي بدأت من تونس تحت عنوان الربيع العربي الذي أريد منه انتزاع استقرار "إسرائيل" وترسيخها كموجود شرق أوسطي حقيقي.

ومن وجهة نظر تل أبيب، وفي لب عين "إسرائيل" فإن الهم الأكبر هو فشل السعودية في سورية، إذ كان ما يتمنى منها أنها الأقدر على غزو دمشق من باب قدرة الرياض على النطق بالعربية والتقمص بثوب الدين، وطالما أن هذا الخيار لم يفلح بتحويل سورية إلى دويلات، فلا شيء أمام الكيان الصهيوني إلا أن يتولى هو الأمور بشكل مباشر، وهو أمر يخشاه كيان الاحتلال نفسه لأن التجربة السابقة والقريبة جدا على مستوى الزمان، لم تكن مريرة وحسب، بل ومفجعة.

تركيا المنشغلة بأمورها الداخلية والتي كانت سندا "لإسرائيل" في حصد نسبة قبول للأخيرة في المنطقة، ليس لديها الكثير من الحيلة، والرياض تفكر بالتطبيع للهروب من الورطات الساخنة التي تختنق داخل أتونها، فيما تفكر تل أبيب بأي طريقة لإنقاذ المخطط في سورية، هذا تضارب للسياسات في العمق، لا أحد الآن يمكن التعويل عليه في تصغير الخارطة السورية، لذا فإن الرياض سقطت حقا من عين "إسرائيل" بعد أن كانت حاملا أساسيا لوجودها في المنطقة، هل يعني هذا الاستغناء عن خدمات المملكة المشبعة بالانتكاسات؟، ربما، لكن هذا أيضا سيقصر الطريق في الوصول إلى رقبة الكيان الصهيوني، لذا يجري الإبقاء على السعودية، الميتة سريريا في حماية "إسرائيل"، لتكون جثة يتمترس خلفها "الإسرائيلي" إلى حين.
https://taghribnews.com/vdcf1jd0vw6djya.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز