تاريخ النشر2010 22 July ساعة 12:35
رقم : 21390

ولادة القائم المنتظر، الحبل المتين للوحدة الإسلامية

يصادف يوم ١٥ من شعبان المبارك الذكري السنوية لولادة منقذ البشرية ،الإمام المهدي الموعود القائم (عجل الله تعالي فرجه الشريف) المنتظر روحي لتراب مقدمه الفداء و هي ذكرى عطرة ومناسبة غاية في السعادة لكافة المسلمين و التي يجب على المؤمنين معرفتها والتسلح بها لأجل عدم الإنجراف في التيارات الفكرية الشاذة التي تعصف في انحاء العالم بالمجتمعات الإسلامية بغية تفتيتها و بث روح الفرقة بينها لتقويضها و تمهيد الإرضية‌ للاستيلاء عليها؛ فلذا يتعين علينا كمسلمن ان نتوقف لحظات ولو قصيرة لنتأمل في هذه المناسبة المباركة و التمسك بها لتعزيز الوحدة و قطع الطريق أمام الإسود الرابضة التي لا تريد الأ اضعاف المسلمين.
ولادة القائم المنتظر، الحبل المتين للوحدة الإسلامية
وكالة أنباء التقریب (تنا )
يصادف يوم ١٥ من شعبان المبارك الذكري السنوية لولادة منقذ البشرية ،الإمام المهدي الموعود القائم (عجل الله تعالي فرجه الشريف) المنتظر روحي لتراب مقدمه الفداء و هي ذكرى عطرة ومناسبة غاية في السعادة لكافة المسلمين و التي يجب على المؤمنين معرفتها والتسلح بها لأجل عدم الإنجراف في التيارات الفكرية الشاذة التي تعصف في انحاء العالم بالمجتمعات الإسلامية بغية تفتيتها و بث روح الفرقة بينها لتقويضها و تمهيد الإرضية‌ للاستيلاء عليها؛ فلذا يتعين علينا كمسلمن ان نتوقف لحظات ولو قصيرة لنتأمل في هذه المناسبة المباركة و التمسك بها لتعزيز الوحدة و قطع الطريق أمام الإسود الرابضة التي لا تريد الأ اضعاف المسلمين.
ولدي تصفحي لكتاب" بشائر الإمام المنتظر.. في الكتاب والسُّنّة والأثر" لمؤلفه عبدالرحيم مبارك؛ قرائت ما اورده الشيخ سليمان القندوزي الحنفي نقلاً عن ( فرائد السمطين ) للحمَويني الجُويني الشافعي، بسنده عن ابن عبّاس أنّ نَعثَل اليهودي حيث سأل النبيَّ صلّى الله عليه وآله: أخبِرْني عن وصيّك مَن هو ؟ فما مِن نبيّ إلاّ وله وصيّ، وإنّ نبيّنا موسى بن عمران وصيُّه يُوشع بن نون. فأجابه النبيّ صلّى الله عليه وآله: « إنّ وصيّي عليُّ بن أبي طالب، وبعدَه سِبطايَ الحسنُ والحسين، تتلوه تسع أئمّةٍ مِن صُلب الحسين »، قال: يا محمّد، فسَمِّهِم لي، قال صلّى الله عليه وآله: « فإذا مضى الحسين فابنُه عليّ، فإذا مضى عليٌّ فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنُه موسى، فإذا مضى موسى فابنُه عليّ، فإذا مضى عليٌّ فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه عليّ، فإذا مضى عليٌّ فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنُه الحجّةُ المهديّ » ( ينابيع المودّة للقندوزي ٢٨٢:٣ / ح ١ ـ الباب ٧٦ ـ عن: فرائد السمطين ١٣٢:٢ / ح ٤٣١ ).
و الحديث المذكور اعلاه هو احد الاحاديث التي باتت متواترة في هذا المجال وفي الصحاح الستة تجد ذكر المهدي مثلا في البخاري، ومسلم، وابن ماجة وأبي داود، والنسائي، وأحمد وفي كتب الحديث كلها ترى ذكر (المهدي) في مستدرك الصحيحين، ومجمع الزوائد، ومسند الشافعي، وسنن الدار قطني، وسنن البيهقي، ومسند أبي حنيفة وكنز العمال، والخ. كما تجد في كتب التاريخ تجد ذكر (المهدي) في تاريخ الطبري، وتاريخ ابن الأثير، وتاريخ المسعودي، وتاريخ السيوطي، وتاريخ ابن خلدون، وعلماء المسلمين من مختلف المذاهب أذعنوا (بالمهدي) وذكروه في مجالسهم، وكتبهم، وخطبهم.
واضافة علي هذه الاحاديث و الروايات يوجد هنالك حشد هائل من الآيات القرآنية تتعلق بالإمام المهدي سلام الله عليه. فعلي سبيل المثال قال الله سبحانه و تعالي «بسم الله الرحمن الرحيم (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) { سورة القصص، الآية: ٥.}» و «بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ).{ سورة الأنبياء، الآية: }» و يقول الله في القرآن الكريم «بسم الله الرحمن الرحيم (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ){ سورة النور، الآية: ٥٥}.
و لو وضعنا الآيات المذكورة‌اعلاه الي جنب الاحاديث المتواترة لدي الشيعة و السنة لما يبقي محل للشك و الريبة حيث اصبح اجلي من الشمس بأن الامام المنتظر المهدي قد ولد في شعبان سنة (٢٥٥) للهجرة القمرية مما يبدد الشكوك في ولادته و اذا بعض اخواننا المسلمين يطرحون تساؤلات حول كيفية و امكانية طول عمره الشريف فيمكننا القول بأن الله الذي قادرعلي حفظ عيسي بن مريم حيا ليصلي خلف الامام المهدي و القادر الذي احتفظ بـ"النبي يونس" سلام الله في بطن الحوت و الذي من علي نبيه نوح بـ ٩٥٠عاما من العمر؛ أ ليس قادرا علي ان يهب خليفته علي الارض عمرا طويلا؟
و توجد عشرات الاحاديث تؤكد علي إن حكمة‌ الباري ارادت ان يغيب المهدي المنتظر و كان قد اخبر بهذا الموضوع الرسول المكرم (صل الله عليه و آله و سلم) وجمیع الائمة قبل غیبته، حيث روي عن جابر بن عبداللّه الانصاری قال: قال رسول اللّه(ص): ((المهدی من ولدی،اسمه اسمی، وکنیته کنیتی، اشبه الناس بی خلقا وخلقا. تکون له غیبة وحیرة تضل فیها الامم، ثم یقبل کالشهاب الثاقب یملاها عدلا وقسطا کما ملئت جورا وظلما)). وروی عن الامام علی(ع) قوله مخاطبا ابنه الامام الحسین. قال: ((التاسع من ولدک، یا حسین، هو القائم بالحق والمظهر للدین والباسط للعدل. قال الحسین(ع): یا امیر المؤمنین وان ذلک لکائن؟ فقال: ای والذی بعث محمدا بالنبوة، واصطفاه علی جمیع البریة. ولکن بعد غیبة وحیرة فلا یثبت علی دینه الا المخلصون المباشرون لروح الیقین، الذین اخذ اللّه عز وجل میثاقهم بولایتنا، وکتب فی قلوبهم الایمان وایدهم بروح منه)).
اما سبب اختفائه وخفاء مولده، فخوفا علیه من القتل، وقد تحدث الائمة من قبل ان فی الامام المهدی بعضا من سنن الانبیاء والاولیاء السابقین. مثل سنة موسی من خفاء مولده ودوام خوفه من فرعون الذی قتل آلاف الاطفال بحثا عنه، وهذا ما اراد فعله بنو العباس لعلمهم ان زوال ملکهم یکون علی یدیه اذا ولد وتهیات له الظروف المناسبة للخروج واعلان دعوته، وسنة ابراهیم ویوسف ونوح والخضر(ع).
فيبدو لي ان قضية القائم المنتظر هي ليست قضية تخص المسلمين فقط و انما هي مسألة عالمية قبل أن تكون مسألة إسلامية، أي أنّ مجتمعات الدنيا وشعوب الأرض، وكافة الشعوب والأمم والمجتمعات التي تعيش على سطح الكرة الأرضية كلها تؤمن بخروج المنقذ المصلح المحرر، الذي سيخرج في آخر الدنيا لتغيير مجرى حياة البشر لنشر العدالة الاجتماعية على وجه الأرض. فالمجتمعات العالمية بكل فصائلها وبكل عقائدها، بكل قومياتها، بكل اتجاهاتها وأديانها كلها تؤمن وترى ضرورة خروج الإنسان المحرر المنقذ المصلح الذي سيخرج في آخر الدنيا وعلينا كمسلمين ان نتاخذ قضية المهدي المنتظر كعامل مشترك بين كافة المسلمين و التمسك به بغية الوحدة الإسلامية و التقريب بين المذاهب الإسلامية قطع الطريق امام المتؤامرين علي الإمة الإسلامية.
كتبه رسول الهايي

https://taghribnews.com/vdcgzw9x.ak9qy4r,ra.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز