تاريخ النشر2012 16 November ساعة 15:07
رقم : 115549
رئيس أركان حماس والعقل المدبّر لأسر شاليط

"الجعبري":حلمٌ وعيونٌ شاخصة لأبعد من غزة

"خاص تنا" - مكتب بيروت
عيوننا ستبقى دائماً صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة،ومشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دوماً على كل أرضنا المغتصبة عاجلاً أم آجلاً.. هي بضع كلمات ترسم صورة القائد الفلسطيني الكبير أحمد الجعبري الذي تميز بفرادة أسلوبه القيادي ونظرته الإستراتيجية إلى فلسطين الغد..فلسطين الحرية.
"الجعبري":حلمٌ وعيونٌ شاخصة لأبعد من غزة
 "كتائب القسّام لم ولن تُسقط من حساباتها أي خيار  من أجل تفعيل المقاومة وتحرير الأسرى وقهر العدو الغاصب المجرم"..

"عيوننا ستبقى دائماً صوب القدس والأقصى ولن تنحصر داخل حدود غزة،ومشروعنا المقاوم سيمتد كما كان دوماً إلى كل أرضنا المغتصبة عاجلاً أم آجلاً"..

هي كلماتٌ للشهيد نائب القائد العام لـ«كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة حماس أحمد الجعبري،الرقم الصعب لدى الكيان الصهيوني الذي إحتل المرتبة الأولى لقائمة المطلوبين لإسرائيل
لما كان لبصماته من أثرٍ كبير في التغيير الدرامي للجناح العسكري لحركة حماس.

كلمات الجعبري لم تكن تصريحات سياسية على غرار آخرين من القيادات الفلسطينية التي تبيع الشعب تصريحات علنية هي أقرب إلى الأقوال من الأفعال. 

هي كلماتٌ ترجمها بأفعاله على أرض وطنه فلسطين على مدى خدمته الطويلة في الجهاد ضد العدو الصهيوني،فقد كان دائماً على رأس قائمة الإغتيالات،إذ يتهمه الإحتلال بالتخطيط والوقوف خلف العديد من عمليات المقاومة،وما أروعه من إتهام يشمخ برؤوس الفلسطينيين عالياً.

"رئيس أركان حركة حماس" هو اللقب الذي أطلقه عليه أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية،لقبٌ يدلّ فعلياً على المكانة الخاصة التي تفردها له الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في قائمة المطلوبين للتصفية من قبلها. 

فالمنصب الذي كان يشغله بصفته قائداً فعلياً لكتائب عز الدين القسام في قطاع غزة يجعله في موقع المسؤول عن كل نشاط الذراع العسكرية لحماس.

اليوم،في ظل العدوان
الجديد على غزة،كان حريٌ بنا أن نطلّ على سيرة هذا القائد لنجدد التأكيد على أن في فلسطين قياداتٌ حقيقيّة ورجالٌ أدركوا أن الأرض لا تحرّر سوى بفوّهة البندقيّة. 

إستهل الجعبري حياته النضالية في صفوف حركة فتح، وإعتقل في بداية الثمانينيات، فأمضى ١٣ عاماً في الأسر، بتهمة إنخراطه في مجموعات عسكرية تابعة لفتح خططت لعملية فدائية ضد الإحتلال في العام ١٩٨٢.

وخلال وجوده في السجن، أنهى الجعبري علاقته بفتح، وبدأ عمله في مكتب القيادة السياسية لحماس، حيث تعرف وراء القضبان على شخصيات عززت علاقته بكتائب القسام  وكانت مدخلاً له للتدرج في الكتائب،حيث يوضح المتحدث بإسم حماس فوزي برهوم أن الشهيد الجعبري "هو من طور كتائب القسام وبنى بنية
حقيقية لها في الضفة الغربية".

بعد الإفراج عنه، تركز نشاطه في العام ١٩٩٥ على إدارة مؤسسة تعنى بشؤون الأسرى والمحررين، أثمرت في تحرير أسرى مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل صفقة شاليط. 

الجعبري،وكما كل قائد عسكري فذّ وناجح يهابه العدو،تعرض لعدة محاولات إغتيال، كان أبرزها في العام ٢٠٠٤، والتي أسفرت عن إستشهاد إبنه البكر محمد، وشقيقه وثلاثة من أقاربه.

وتفادياً للإستهداف الإسرائيلي، كان ظهور الجعبري نادراً، فقد كان يتخذ إحتياطات أمنية شخصية متنوّعة، ولا يستخدم الهاتف الجوال.

أما المحطة المفصلية في مسيرة الجعبري الجهادية فكانت في عام ٢٠٠٣، في أعقاب محاولة إغتيال محمد ضيف التي نفّذتها قوات الإحتلال وأدّت إلى إصابته بجروح بالغة تسببت بشلله وعدم قدرته على مواصلة قيادة الكتائب. 

فخروج ضيف من الخدمة
الفعلية دفع نحو إعادة تشكيل المجلس العسكري للكتائب في القطاع، فتم تعيين الجعبري قائداً فعلياً للقسام، لكن في موقع نائب ضيف، الذي أُبقي عليه قائداً فخرياً عاماً. 

وفي المنصب الجديد، تجلت سريعاً المؤهلات القيادية للجعبري، فبدأت بصماته تظهر تباعاً عبر التغييرات الكبيرة التي أحدثها في بنية الكتائب، محوّلاً إياها إلى جيش شبه نظامي يتألف من أكثر من عشرة آلاف مقاتل، موزعين وفقاً لهرمية تنظيمية عصرية تنقسم إلى مناطق عسكرية تتضمن وحدات من مختلف الاختصاصات القتالية، فضلاً عن ترسانة متنوعة وضخمة من الأسلحة التي يصنع بعضها محلياً.

وبناء على مؤهلات الجعبري للقيادة،فقد بات ملفه يعدّ لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية دسماً بامتياز. فلائحة الاتهامات التي يضمها هذا الملف تبدأ بالمسؤولية عن جملة
من العمليات النوعية ضد الاحتلال قبل انسحابه من القطاع عام ٢٠٠٥ وبعده، ولا تنتهي عند المسؤولية عن التخطيط للانقلاب الذي قامت به «حماس» في القطاع في حزيران ٢٠٠٧، مروراً بالنظر إليه بوصفه العقل المدبر وراء عملية خطف جلعاد شاليط. 

أما نقطة الذروة في سجل الجعبري الجهادي والقيادي المييز،فقد كانت قيادته للتصدي لعدوان "الرصاص المصهور"، الذي شنته قوات الاحتلال على قطاع غزة عام ٢٠٠٨ بنظر تل أبيب التي لم تألُ جهداً في سبيل تصفية الحساب معه.

ختاماً،فإن درب المقاومين واضح،وهو إحدى الحسنيين فإما النصر المؤزر أو الشهادة، شهادةٌ في سبيل رسم مخططٍ مستقبلي لنصر وملاحم بطولية ضد عدوٍ بات واضحاً للأعمى تراجع ما كان يسمى بقوة الردع لديه، على أمل أن تصبح من الأساطير الخرافية على أيدي المقاومين البواسل كأمثال أحمد الجعبري. 

ياسمين مصطفى
https://taghribnews.com/vdceen8zojh8zni.dbbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز